اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات عبر اليوتيوب والتيك توك ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| ||||||||
| ||||||||
كتاب الثمرة لبطليموس مع الشروحات الكلمة الأولى: يا سورس علم النجوم منك ومنها قال الشارح : يريد بعلم النجوم في هذا المحل علم احكام النجوم وهو ما يتجدد من تقدمة معرفة الكائنات بطريق الاستدلال من الاوضاع الفلكية وقد تقرر في علم الحكمة ان كل امر يتجدد في عالم الكون والفساد لا بد له من فاعل وقابل والفاعل عبارة عن الموجد وعن شروطه لا يمكن الايجاد الا بها والقابل عبارة عن المواد او الموضوعات، مثاله في توالد الحيوان، فالفاعل هو موجده والشروط هو ملاقاة الاب والام بوجه خاص والقابل هو النطفة وهي مادة يتصور الحيوان منها، مثال اخر في اضائة الشمس فالفاعل والقابل سطح كثيف يقابل الشمس ويقبل نورها والشرط هو عدم الحجاب فبالضرورة ان يكون في مستجدات عالم الكون والفساد فاعل وقابل والفاعل عند المحققين هو قدرة الله سبحانه وتعالى والشرط هي الاوضاع النجومية التي تجدد كل متجدد موقوف على حصول هذا الشرط لانه بحصول هذا الشرط قد اختص هذا التجدد بوقت خاص دون وقت والقابل هي اجسام هذا العالم اما مواد او موضوعات والذي يتعلق بالاجسام مثل الصور التي هي اجزآء الاجسام والنفوس التي هي مدبرات بعض الاجسام والاعراض التي هي قائمة بالاجسام والنفوس ولما كان الفاعل لا يكفي وحده في وجود الفعل بل مع وجود الفاعل وجود القابل ايضا ضرورة كان الاوضاع الفلكية وتأثيراتها في عالم المتجددات غير كافٍ بل يحتاج الى العلم بوجود القابل وان كان العلم بالاوضاع يحصل بالطريق اليقيني لكن معرفة تاثيرات هذه الاوضاع لا يحصل الا بالتجربة والاستقراء وحدس يقتضي الظن ومعرفة حال القابل يحصل من معرفة احوال الاجسام والنفوس التي هي مبنية على الاحساس والتجارب والقضايا التي تُعلم بالحدس، ولهذا قال علم النجوم منك ومنها فلفظة منك اشارة الى معرفة القوابل وكيفية تأثير الاوضاع في القوابل ومنها اشارة الى الفواعل التي هي الاوضاع الفلكية فوجود الافعال موقوفة على تلك الاوضاع مثاله: اذا اقتضى دليل فلكي برودة الهواء فالناظر في ذلك الدليل ينبغي له اذا كان في البلاد الحارة في فصل الصيف ان يحكم على نقصان الحرارة وفي البلاد الباردة في فصل الشتاء ان يحكم بافراط البرد وتوابعه وهذا الاختلاف بحسب اختلاف قبول القوابل وان كان الدليلان متساويين في الحكم وتقديم القسم الاول على القسم الثاني بحسب تقديم الاحساس على باقي الادراكات، واحمد بن يوسف المصري المهندس كاتب آل طولون الذي هو من جملة شارحي هذا الكتاب ذكر: ان القسم الاول من قبيل تقدمة بالوحي والالهام او بالكهانة والرؤيا وهو المعبَّر بلفظ منك وهذا الكلام غير مطابق لتلك العبارة لان هذا المعنى لا يكون جسمياً ومما لا يطلق عليه علم النجوم. وقال ابو العباس الاصفهاني في شرحه ان مرتبة النفس فوق مرتبة الاجسام والنفوس الفلكية والانسانية التي احداهما محركة للافلاك ومؤثرة فينا بواسطة النجوم والافلاك، والاخرى مؤثرة فينا بغير توسط، وهما من تلك المرتبة. فقوله منك ومنها اشارة الى هذين التأثيريين وهذا المعنى بعيد جداً في هذا الموضع والله اعلم |