اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات عبر اليوتيوب والتيك توك ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| ||||||||
| ||||||||
الاعتقاد والتطابق لحال الشيخ والمريد أيام, الاعتقاد, الشيح, والمريد, والتطابق الاعتقاد والتطابق لحال الشيخ والمريد الشيخ الرباني للقلب، هو كالطبيب الماهر للجسد؛ وإنما الشفاء من عند الله على كل حال. والمريد، هو كالمريض في الظاهر. والتسليم، هو الاطّراح بين يدي الطبيب، ليقلب المريض كيفما شاء، ويفحصه من حيث شاء؛ لفعل. كل هذا، لا بد فيه للمريد أن يعتقد أن شيخه متقن لصنعته؛ وإلا تعذر التسليم. وكما أن من الأمراض ما يُعالج بالأدوية المختلفة، فكذلك من آفات القلوب ما يُعالج بالأذكار المختلفة. وكما أن لكل دواء فاعلية مخصوصة في الأبدان، فكذلك تختلف الفاعلية من ذكر إلى ذكر. وكما أن الأدوية تختلف في الأقدار من مريض إلى آخر، فكذلك تختلف الأذكار؛ بحسب ما يعطيه العلم في الظاهر وفي الباطن. وكما أن من علل الأجسام ما لا يداوى إلا بالعمليات الجراحية، من أجل استئصال أو فصل أو وصل أو بتر، فكذلك من علل القلوب ما لا تعالجه إلا همة الشيخ؛ فيقطع منه أو يصل فيه بيد القدرة ما يعدّل استعداده، حتى يقبل النور وينتفع منه؛ لأن من الاستعدادات ما يتضرر من النور، ومنها ما ينفر منه غاية النفور، بسبب عدم الملاءمة. ولله في ذلك حكم بالغة. وكما أن الطبيب الجراح يُخدر المريض حتى يتمكن من إجراء الجراحة له، فكذلك الشيخ لا بد أن يُدخل مريده في حال من الجذب، يتمكن معه من التصرف فيه بلطف، من غير أن يعيَ حقيقة ما يحدث له على التمام؛ لأن الخوف من طبيعة النفس إن هي توهمت وقوع الضرر من صورة لم تعتد منها إلا الضرر. إذ كيف لبشر ينظر السكين (المبضع) تعمل فيه، ولا يَطرَف بعينه؟!.. هذا لا يكون!.. وكما أن الدواء يعمل في بدن المريض على التدريج، فكذلك النور يفعل فعله في القلوب شيئا فشيئا؛ لذلك وجبت فيهما معا المواظبة والاستمرار، حتى يحصل الشفاء. وكما أن من خضع لعملية جراحية، يحتاج إلى فترة نقاهة، تطول بحسب ما يضمن استعادة الجسم لوظائفه، ويضمن عدم الانتكاس والعودة إلى أشد مما كان فيه، فكذلك من خضع لتعديل الاستعداد، يُخرج من الحال الأول إلى الحال الثاني بلطف وتدرج، حتى لا يحصل اضطراب في العقل أو في المزاج؛ وعليه أن لا يستعجل استعمال حاله، لكي لا يدخل فيه بالنفس أويكون على غير بصيرة، فيصيبه من أثره أسوأ مما كان فيه قبلا. والمراد من التربية الترقي في سلم الكمالات لا النكوص على الأعقاب. وأما مثل الصيدلاني، فمثل الفقيه العالم بالأحكام الشرعية. ينبغي أن يُعين المريد على تبيّن ما آتاه الطبيب. ولا يجوز له وصف الدواء لأحد من نفسه، بل يكون تابعا للطبيب. ولما أخل الفقهاء عندنا بهذا الأصل، وصاروا كصيادلة الزمان يعطون الناس الدواء من غير وصفات أحيانا، يريدون بذلك عرض الدنيا، دون اعتبار لسلامة قلوب العباد، فيما يُطلب منها من معاملة ربهم، فسدت الأمزجة وانطمست البصائر؛ وعمت الأمراض مع شيوع الدواء. فاعجب لهذا!.. وإن بعض الناس أدمنوا على بعض الأدوية ذات الفاعلية الخاصة، فصارت عندهم بمثابة المخدرات التي هي في الأصل مما يحرم تناوله. وكذلك صار بعض الناس مدمنين على كلام بعض الفقهاء، من غير مراعاة الحكمة منه ولا تبيّن مواضع استعماله. وظنوا أن الإكثار من جمع المعلومات على غير هدى، كفيل بأن يُبلّغهم الغاية من التدين. وهيهات هيهات! بل إن الوضع صار أسوء من حال الجاهلين البسطاء في جهلهم. غير أننا في النهاية نتساءل: لمَ كان الناس يُدركون ما يتعلّق بالأجسام، من أحكام الصحة والمرض، بأفضل مما يُدركون ما يعود إلى القلوب؟ ولم كان الناس يُهرعون إلى طبيب الجسم، لأقل حمى تصيبهم، أو لأقل عارض؟ بينما لا يكادون يلتفتون إلى حال قلوبهم التي تفوق المزابل في الأوساخ؛ مما يجعلها مرتعا للميكروبات الشيطانية، تزيد من أثرها على الفرد وعلى محيطه؟ ألأن البدن عندهم أكبر قدرا من القلب؟ أم لأنهم لا يحسنون تمييز مراتب الأشياء؟ كالطفل الذي يزهد في ورقة مالية تساوي مائة درهم، مفضلا عليها درهما واحدا معدنيا، يعلم بكم من حبة سكاكر (حلوى) يأتيه؟ وأخيرا نسأل: هل كل من يزعم أنه عاقل، عاقل حقا؟ أم أن المرء عليه أن يبحث هذا الأمر بينه وبين نفسه بجدية أكبر؟!.. |