اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات عبر اليوتيوب والتيك توك ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| ||||||||
| ||||||||
الاعمال ودليل قبولها الاعمال, ودليل, قبولها الاعمال ودليل قبولها يقول الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}[التوبة: 105]. ينبه سبحانه العاملين لئلا يروا أعمالهم! لأن رؤية العمل دليل على عدم صلاحه، ومن ثَم على عدم قبوله. وقد فهم بعض أهل الله هذا المعنى -من باب الإشارة- في قوله سبحانه: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[فاطر: 10]، فقالوا: علامة رفع العمل عدم رؤيته. وهذا المعنى ذكره أيضا سيدي عبد السلام بن بشيش رضي الله عنه في قوله: "من دلك على الدنيا فقد غشك، ومن دلك على العمل فقد أتعبك، ومن دلك على الله فقد نصحك". ومقصوده من الدلالة على العمل، هو رؤيته لا غير؛ وإلا فهو رضي الله عنه أحد أكبر العاملين. والسر في عدم رؤية العمل، هو تحقيق التعلق بالمعمول له. والعمل المشروع بهذا، لا يعدو أن يكون سببا إلى نيل رضى الله والأجر؛ والسبب لا يكون غاية أبدا. ومن علم أن الله هو الغاية التي ليس وراءها غاية، وتعلقت همته به سبحانه تعلقا أزليا، فكيف يُتصوّر منه الالتفات إلى شيء من الأسباب؟! بل إن العبد إذا رسخت قدمه في الإخلاص، يغيب حتى عن الغاية من العمل التي هي الرضى والأجر، ويبقى عاملا لمجرد القيام بأمر سيده. فيغيب مع هذا، عن حظ نفسه من العمل في العاجل والآجل؛ فتنتفي لذته النفسية بالعمل، ولا يبقى له إلا لذة العبودية فيه. وقد يظن بعض العامة أن إقبالهم على العمل، هو من علامة رفعة درجاتهم عند الله، وهم لا باعث لهم إلا حظوظ أنفسهم؛ ولو جزموا بانقطاع تلك الحظوظ، لرأيتهم يؤدون الفرائض بمشقة عظيمة؛ هذا إن لم يتركوها. ومن لا خبرة له بأحوال النفس وتعلقاتها، فإنه مغرور ممكور به. وفي هذا المعنى حكي أن شيخا لقي أحد المريدين (لشيخ غيره)، فسأله: بم يأمركم شيخكم؟ فأجابه: بالعمل ورؤية التقصير فيه. فقال له الشيخ: أمركم والله بالمجوسية المحض! هلا أمركم بالعمل ورؤية العامل فيه؟! ينبهه إلى أن رؤية العمل مذمومة، وتحجب عن الله الذي يُنسب إليه العمل حقيقة. وهذا كما نذكر دائما، من مرتبة توحيد الأفعال التي هي أولى مراتب التوحيد. فانظر –رحمك الله- أين أنت من عملك؛ وانظر هل حصلت شيئا من هذا التوحيد؛ ولا تغتر بمن يفتيك من الغافلين الذين يدعونك إلى البعد. وصدِّق ربك فيما أخبرك، واتبع نبيّك من حيث العمل في الصورة والحال؛ واصحب من لا التفات له عن ربه، إن كنت تريد عونا على الطريق؛ فإن النفس لا تموت إلا بصحبة الأموات كما قيل. والله وحده الموفق لصالح الحال والعمل. |