اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات عبر اليوتيوب والتيك توك ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| ||||||||
| ||||||||
الشيوخ والمراتب الشيوخ, والمراتب الشيوخ والمراتب الشيوخ والمراتب ينشغل الناس كثيراً بتصنيف الشيوخ، ويُغفِلون واجباتهم في أنفسهم. ينسون أن الشيطان يتربص بهم. سمعنا كثيراً من المريدين -إن صح التعبير- لا يرضون بأقل من أن تقر لهم بكون شيخهم هو صاحب الوقت، أو هو ختم الولاية … هكذا ..! والغريب أنهم يجهلون مدلولات هذه الألفاظ، ولا يميزونها. وهذا كله من الباطل الذي لا يقع فيه إلا المبطلون. بل قد وجدنا من ينتظر تمام مائة سنة بعد وفاة شيخه حتى يبحث عن شيخ آخر يكمل معه الطريق، إن كان قد بدأه أصلاً. ولو تتبعت مثل هذه الأقاويل عند من يزعمون أنهم صوفية لوجدت عجباً. والأمر الذي لا يميزه هؤلاء، هو أن الشيخ قد يكون من أصحاب المراتب وقد لا يكون. فالـمُشترَط في الشيخ، معرفة الله وخبرته بالسلوك حتى يتمكن من دلالة غيره. هذا هو ما يهم المريد إن كان طالباً لله. أما كون الشيخ من أصحاب المراتب، فهو أمر لا يشترط في التربية؛ بل يكون موازياً لها. نعم، إن حدث وكان الشيخ مثلاً غوث زمانه، فإن ذلك سينعكس على مستوى تربيته حتماً. لكننا هنا نريد أن نميز هذه الأمور حسب المستطاع، من أجل تحقيق الانتفاع. وحتى نقرب الأمر، نقول: من الأولياء من أناط الله بهم مهامّاً في الوجود، وهؤلاء هم أصحاب المراتب الذين يرأسهم الغوث. قد يكون الواحد منهم شيخاً مربياً وقد لا يكون، بحسب ما يشاء الله. ومن الأولياء من لا يكون منهم؛ وأعلى مرتبة لهؤلاء هي مرتبة الفردانية. وأصحابها خارجون عن دائرة القطب؛ بمعنى أنه لا سلطان له عليهم. كما أن القطب الغوث يصطفيه الله من بينهم أحياناً، كما أخبر بذلك أئمة الطريق، رضي الله عنهم. فافترض معي أن صاحب الوقت في زمن ما كان مستوراً ولم يكن شيخاً من شيوخ السلوك، وأن منتسباً لشيخ ما، يدعي أن شيخه صاحب الوقت؛ ألا يكون هذا قمة السخف والسفه؟! ثم ألم يعلم أولئك الذين يظنون أن عليهم إكمال مائة سنة بعد وفاة شيخهم الغوث، عملاً بمضمون الحديث الذي يفيد أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها، في زعمهم، ألا يعلمون أن أبا بكر رضي الله عنه كان غوثاً وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الآخر كان غوثاً. فهل انتظر الناس تمام مائة سنة بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه حتى يبايعوا الخليفة من بعده ؟؟! إن هذا لأمر عُجاب ! ألم يعلم هؤلاء أن الغوث إذا مات ولم يخلفه أحد، فإنه سيكون أوان القيامة ؟! نعم، نعلم أن سبب هذا الخلط قد يكون كلاماً يسمعه المريدون من شيوخهم ويأخذونه على ظاهره فيضلون به عن الحق. فقد يقول الشيخ لتلامذته أنه القطب، وما يعيّن هل هو قطب الجماعة، أو هو قطب البلد أو الإقليم…إلى غير ذلك مما يُحتمَل من الإضافات. وقد يقول إنه الختم وما يفصّل، هل هو ختم الولاية في زمانه أم ختم مقام معين … نقول هذا لأن الختم العام معلوم، وختم الولاية المحمدية معلوم، فمن ادعى إحدى هاتين الرتبتين كان واهماً بلا جدال. وقد يطلب الشيخ من مريديه وإن كان دون مرتبة الغوث أن يروه فوق كل رتبة حتى ينتفعوا به ويصلوا إلى الله. فهذا وأمثاله مما تقتضيه التربية وليس هو إعلاماً برتبة الشيخ إن كان من أهل المراتب. والشيخ صادق على كل حال من حيث حقيقته، فلا تختلط عليك الأمور. وعلى كل حال، فإن الخوض في مثل هذه الأمور فيما يرجع إلى المريدين، هو من الفضول ومن سوء الأدب مع الله ثم مع أهله. والمريد الصادق لا يجد وقتاً لهذا. فهو إما مؤد لعمل منوط به أو مراقب لقلبه أو في خدمة إخوانه…فكيف يجد متسعاً للخوض في مثل هذا؟! خصوصاً وهو يعلم من نفسه أن كل هذا فوق علمه ومقامه. فليرحم المرء نفسه، وليعظم شيخه وُسعَه، دون أن يدل على جهله الذي قد يجلب فساداً في النفس أو في الجماعة، أو يجلب فساداً على مستوى الأمة. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|