الموضوع: توجيهات للفقير
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-01-2016, 10:47 AM
المشرفين
غير متواجد
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 921
 تاريخ التسجيل : Mar 2016
 المشاركات : 615 [ + ]
 التقييم : 45
 معدل التقييم : صالح الفطناسي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
توجيهات للفقير



بسم الله

ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الامي و على آله وصحبه و سلم من توجيهات سيدي أبو الحسن الشاذلي وكان يقول: أول منزل يطؤه المحب للترقي منه إلى العلا النفس فإذا اشتغل بسياستها، ورياضتها إلى أن انتهى إلى معرفتها وتحققها أشرق عليه أنوار المنزل الثاني، وهو القلب فإذا اشتغل بسياسته حتى عرفه، ولم يبق منه عليه شيء أشرق عليه أنوار المنزل الثالث، وهو الروح فإذا اشتغل بسياسته، وتمت له المعرفة هبت عليه أنوار اليقين شيئاً فشيئاً إلى تمام نهاياته، وهذه طريق العامة، وأما طريق الخاصة فهي طريق ملوك تضمحل العقول في أقل القليل من شرحها، وكان يقول: ومن أمده الله تعالى بنور العقل الأصلي شهد موجوداً لا حد له، ولا غاية بالإضافة إلى هذا العبد واضمحلت جميع الكائنات فيه فتارة يشهدها فيه كما يشهد البناء بيتاً في الهواء بواسطة نور الشمس، وتارة لا يشهدها لانحراف نور الشمس عن الكوة، فالشمس التي يبصر بها هو العقل الضروري بعد المادة بنور اليقين، وإذا اضمحل هذا النور ذهبت الكائنات كلها، وبقي هذا الموجود فتارة يفنى، وتارة يبقى حتى إذا أريد به الكمال نودي فيها نداء خفياً لا صوت له فيمد بالفهم عنه إلا أن الذي يشهده غير الله تعالى: ليس من الله في شيء فهناك ينتبه من سكراته فيقول: يا رب أثبتني، وإلا أنا هالك فيعلم يقيناً أن هذا البحر لا ينجيه منه إلا الله عز وجل فحينئذ يقال له: إن هذا الموجود هو العقل الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما خلق الله العقل فأعطى هذا العبد الذل، والانقياد لنور هذا الموجود إذ لا يقدر على حده، وغايته فإذا أمد الله هذا العبد بنور أسمائه قطع ذلك كلمح البصر أو كما شاء الله تعالى: برفع درجات من نشاء ثم أمده الله تعالى: بنور الروح الرباني فعرف هذا الموجود فرقي إلى ميدان الروح الرباني فذهب بجميع ما تحلى به هذا العبد، وما تخلى عنه بالضرورة، وبقي كلا موجود ثم أحياه الله بنور صفاته فأدرجه بهذه الحياة في معرفة هذا الموجود الرباني فلما استنشق من مبادئ صفاته كان يقول: هو الله فإذا لحقته العناية الأزلية نادته إلا أن هذا الموجود هو الذي لا يجوز لأحد أن يصفه بصفة، ولا أن يعبر عنه بشيء من صفاته لغير أهله لكن بنور غيره يعرفه فإذا أمده الله بنور سر الروح وجد نفسه جالساً على باب ميدان السر فرفع همته ليعرف هذا الموجود الذي هو السر فعمى عن إدراكه فتلاشت جميع أوصافه كأنه ليس بشيء فإذا أمده الله تعالى بنور ذاته أحياه حياة باقية لا غاية لها فينظر جميع المعلومات بنور هذه الحياة، ووجد نور الحق شائعاً في كل شيء لا يشهد غيره فنودي من قريب لا تغتر بالله فإن المحجوب من حجب عن الله بالله إذ محال أن يحجبه غيره، وهناك يحيا حياة استودعها الله تعالى فيه ثم قال يا رب أعوذ بك منك حتى لا أرى غيرك، وهذا هو سبيل الترقي إلى حضرة العلي الأعلى، وهو طريق المحبين الذين هم أبدال الأنبياء عليهم الصلاة، والسلام، وما يعطيه الله تعالى لأحدهم من بعد هذا المنزل لا يقدر أحد أن يصف منه ذرة، والحمد لله على نعمائه، وأما طريق المحبوبين الخاصة بهم فإنه ترق منه إليه به إذ محال أن يتوصل إليه بغيره فأول قدم لهم بلا قدم إذ ألقى عليهم من نور ذاته فغيبهم بين عباده، وحبب إليهم الخلوات، وصغرت لديهم الأعمال الصالحات وعظم عندهم رب الأرضين، والسموات فبينما هم كذلك إذ ألبسهم ثوب العدم فنظروا فإذا هم لا هم ثم أردف عليهم ظلمة غيبتهم عن نظرهم فصار نظرهم عدماً لا علة له فانطمست جميع العلل، وزال كل حادث فلا حادث، ولا وجود بل ليس إلا العدم الذي لا علة له فلا معرفة تتعلق به اضمحلت المعلومات وزالت المرسومات زوالا لا علة فيه، وبقي من أشير إليه لا، وصف له ولا صفة، ولا ذات، واضمحلت النعوت، والأسماء، والصفات كذلك فلا اسم له ولا صفة، ولا ذات فهنالك ظهر من لم يزل ظهوراً لا علة فيه بل ظهر يسره لذاته في ذاته ظهوراً لا أولية له بل نظر من ذاته لذاته في ذاته وهناك يحيا العبد بظهوره حياة لا علة لها وصار أولا في ظهوره لا ظاهراً قبله فوجدت الأشياء بأوصافه، وظهرت بنوره في نوره سبحانه، وتعالى ثم يغطس بعد ذلك في بحر بعد بحر إلى أن يصل إلى بحر السر فإذا دخل بحر السر غرق غرقاً لا خروج له منه أبد الآباد فإن شاء الله تعالى بعثه





 توقيع :

سيدي الشّيخ
إسماعيل الهادفي
قدّس الله سره العزيز

رد مع اقتباس