اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات عبر اليوتيوب والتيك توك ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| ||||||||
| ||||||||
لم هاروت وماروت
لم هاروت وماروت علم هاروت وماروت الكاتب: بهاء الدين شلبي. إن الله تبارك وتعالى قد آثر بعض خلقه بعلوم خاصة متفردة، فيتحقق بها ما يعجز عنه بني الجنس الواحد بقدراتهم المعتادة، مما يدل على وجود علوم مغيبة عنا يمكن بها إنجاز الكثير مما نعجز عنه كبشر، ولكن تظل هذه العلوم مغيبة عنا، ولا نعلم شيء عن تفاصيلها أو مضمونها، والمهم في هذا أن ندرك أن علمنا كبشر محدود جدًا، فكثير من الأمور التي تحدث حولنا لا يصح أن نحكم عليها بعلمنا المحدود، فما نعده في بعض الأحيان خوارق، ما هو إلا فوائق للعادات خاضعة لسنن كونية، ولها تفسير علمي، ولكن ليست كل العلوم معروفة لنا كبشر.فالقرآن الكريم يثبت وجود علوم كثيرة مغيبة عنا، فهذه الفوائق تحدث وفق سنن كونية لا زلنا نجهل كثيرًا من أسرارها، فليس كل ما نجهل أسراره يصح نسبته إلى المعجزات والكرامات، لأن المعجزة من صنع الله مباشرة، كمعجزة خلق المسيح عليه السلام، فلا يخرق العادات إلا من خلقها، أما ما يقوم به المخلوق إنسا أو جنا أو ملائكة فهو خاضع لسنن كونية علمها من علمها وجهلها من جهلها، فهناك علوم يدركها البشر، بينما هناك علوم يدركها الجن ويجهلها البشر، وهناك علوم تعلمها الملائكة ويجهلها الإنس والجن، فينظر إليها الجاهل على أنها خوراق ومعجزات طالما عجز عنها، وهي في حقيقتها مجرد فوائق لعادات الجنس الواحد، أو عدة أجناس مختلفة، بينما هي عادات لجنس آخر مختلف. سوف أسوق عدة نماذج قرآنية تشهد بوجود علوم فوق العادة، اختص الله عز وجل بها بعض عباده، فمنهم من استخدمها في طاعة الله تعالى فرفعه بها في الدنيا والآخرة، ومنهم من استخدمها في معصية الله تعالى فاستحق غضبه وعقابه في الدنيا والآخرة، وفي المقابل هناك ما هو علم شر محض لا خير فيه، ويخسر صاحبه الدنيا والآخر، وهو (علم السحر)، وهذا علم باطل لا يصح نسبته إلى الله عز وجل، وهو علم خاضع لخصائص قدرات الجن، وفق سنن كونية مجهولة للإنس، ويعجز البشر عن الإتيان بما يحققه السحر. _ آثر الله عز وجل آدم عليه السلام بعلم لم يعلمه للملائكة، قال تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ *قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَاكُنتُمْ تَكْتُمُونَ ( [البقرة: 31؛ 33]. _ فقد علم الله نبيه الخضر عليه السلام من لدنه علما لم يكن لدى موسى عليه السلام، فالله قد يصطفي نبي بعلم لم يختص به غيره من الأنبياء، قال تعالى: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ( [الكهف: 65]، فعرف بهذا العلم من الغيبيات الماضية والحاضرة والمستقبلية ما عجز موسى عليه السلام عن الصبر على الجهل بها، فما صبر على ما أنكره من أفعال الخضر عليه السلام، فكانت تصرفاته مبنية على معرفة غيبية مما علمه الله عز وجل، فلم يكن يعرف الغيب بذاته كما يزعم الكهان والعرافين، ولكن عرفه بإعلام الله تعالى له، ففعل ما فعله بأمر الله عز وجل وليس عن أمره، قال تعالى: (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ( [الكهف: 82] فعرف ما في الحال بقدوم الملك ليغتصب السفينة، وعلم ما سيكون عليه حال الغلام في المستقبل من فتنة والديه، وعلم ما كان مدفونا في الماضي من الكنز تحت الجدار. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|