عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-14-2015, 06:20 PM
المدير العام
غير متواجد
Egypt     Male
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : Nov 2015
 المشاركات : 14,456 [ + ]
 التقييم : 147
 معدل التقييم : الشيخ طاووس اسطوره الاساطير تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
Post سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه




أحمد, الله, التيجاني, رضي, سيدي, عنه

سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه

رضي الله عنه من العلماء العاملين و الأئمة المجتهدين ، القطب المكتوم و الختم المحمدي المعلوم ، قدوة الأنام و حُجة الإسلام ، الوارث الجامع و المربي النافع ،العارف الكامل الواصل العالم بالله ، الناصر لسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ذو الآيات الظاهرة و الكرامات الباهرة سيدنا أبو العباس أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه
من الإرهاصات التي سبقت قدوم سيدنا أحمد التجاني قدس الله سره أن الولي الشهير العارف بالله سيدي المختار الكنتي رضي الله عنه كان قد أخبر أن القرن الثاني عشر من الهجرة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة و السلام يشاكل قرنه صلى الله عليه و سلم إذ أن فيه خاتم الأولياء كما في قرنه صلى الله عليه و سلم خاتم الأنبياء

ولادته و نسبه رضي الله عنه
ولد رضي الله عنه سنة 1150 هجري الموافق 1737 ميلادي بقرية عين ماضي على تخوم الصحراء الجزائرية وهي بلده و مقر أسلافه
كانت هذه البلدة على قدر كبير من الأهمية العلمية و الدينية باعتبارها مركزا للصلاح و الولاية و معروفة بعلمائها الراسخين في العلم الظاهر و الباطن من أسلاف سيدنا رضي الله عنه
أما نسبه رضي الله عنه فهو شريف محقق ، أبو العباس سيدي أحمد بن الولي الشهير والعالم الكبير القدوة سيدي محمد بن المختار بن أحمد بن محمد بن سالم بن أبي العيد بن سالم بن أحمد الملقب"بالعلواني" بن أحمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد الجبار بن إدريس بن إدريس بن اسحق بن علي زين العابدين بن أحمد بن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبى طالب كرم الله وجهه، من سيدتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنها بنت سيد الوجود وقبلة الشهود سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان أبوه رضي الله عنه وهو الشيخ العالم الورع الدال على الله بحاله و مقاله أبو عبد الله سيدي محمد ابن المختار كانت تأتيه الروحانية يطلبون منه قضاء حوائجه فكان يمتنع منهم و يقول :" أتركوني بيني وبين الله لا حاجة لي بالتعلق بسوى الله تعالى! " .
كان قائما بالحق لا تأخذه في الله لومة لائم ، توفي رضي الله سنة 1166 للهجرة بالطاعون رحمة الله تعالى عليه.
و أمه رضي الله عنها هي السيدة الفاضلة الطيبة المطهرة ذات الأخلاق الكريمة و السيرة المستقيمة السيدة عائشة بنت الولي ذو البركة و الأنوار أبي عبد الله سيدي محمد ابن السنوسي، كانت معنية بأمر الدين لها حظ عظيم من البر و الإحسان شديدة الاعتناء بحقوق بعلها محافظة على الدين كثيرة الأذكار و الصلاة على النبي ، توفيت رضي الله عنها في يوم واحد مع زوجها بالطاعون و دفنا معا بعين ماضي.
و أما جده لأبيه فهو السيد الجليل ذو المروءة و الصيانة سيدي المختار بن أحمد ، كان رضي الله عنه خيّرا مرضيا فاضلا عالي الهمة شديد الحياء يصل الرحم و الأقارب رضي الله عنه و أرضاه و جعل الجنة مأواه.
و أما جده الثالث فهو السيد الأصيل النزيه العلامة صاحب الحال القوي و البصيرة الصحيحة و الهيبة و الوقار الزاهد الناصح أبو العباس سيدي أحمد بن محمد.
و رابع الأجداد لسيدنا رضي الله عنه ، وهو الذي وفد أولا لعين ماضي و توطن بها و تزوج منهم فكانوا أخوالا لسيدنا رضي الله عنه و لهذا ينتسبون للتجانية بالمصاهرة
وهو الولي المكين ذو الجذب الواضح و المحبة الصادقة و الخلق الكريم سيدي محمد بن سالم التجاني و حكي عنه رضي الله عنه أنه كان إذا خرج للمسجد يتبرقع و لا يرى أحد وجهه ، و قد سئل شيخنا أحمد التجاني رضي الله عنه عن سبب ستر وجهه عن الناس فأجاب رضي الله عنه بقوله :" لعله بلغ مرتبة في الولاية من بلغها يصير كل من رأى وجهه لا يقدر على مفارقته طرفة عين ، و من فارقه و تحجب عنه مات لحينه ،وهي مرتبة من أدرك اثنين و سبعين علما من العلوم المحمدية، و مكث فيها ثلاث و عشرين سنة. " . قيل للشيخ رضي الله عنه : "هذه لمفاتيح الكنوز أم لغيرهم؟ " فأجاب رضي الله عنه:" بل لغيرهم و أما القطب و مفاتيح الكنوز فلا يستترون لكمالهم."
و بالجملة فجميع أسلاف سيدنا رضي الله عنه علماء عبّاد أتقياء موصوفون بالإمامة و الولاية إلا أنهم كانوا لشدة إتباعهم للسنة يسترون ولايتهم بالعلم فلا يعرفهم إلا الخاصة ، و نسبهم الشريف إلى آل بيت الرسول صلى الله عليه و سلم مذكور في رسمهم عند أوائلهم و محوز لهم بالحوز التام ، و لكن سيدنا لم يلتفت لذلك لما هو عليه من الجد و الاجتهاد حتى خاطبه صلى الله عليه و سلم يقظة لا مناما بقوله: "أنت ولدي حقا ! " كررها ثلاثا تأكيدا ثم أردف صلى الله عليه و سلم : " نسبك إلى الحسن ابن علي صحيح ! ".

نشأته ووصفه رضي الله عنه
نشأ رضي الله عنه بين أبويه الصالحين يؤدبانه و يربيانه و يلقنانه ، فربي في عفاف و صيانة محروسا محفوظا بالعناية و الرعاية ،لا يتقيد بما عليه الناس من العوائد و الزوائد ، متحليا بالأخلاق الحميدة ، أبيّ النفس عالي الهمة ، فكان لا يريد أمرا إلا ابتدأه ، و لا يبتدئه إلا أتمه و إذا تعلقت همته بشيء من الأشياء كائنا ما كان لا يهنأ له عيش و لا يقر له قرار حتى يصله و يتجاوزه.
و قد ذكر في "جواهر المعاني" أنه لم يختلف جميع من أدركه في حال شبيبته من أئمة و علماء عصره أنه كان من المصطفين من عباد الله ، و ممن نشأ في عبادة الله ، و ممن أجتبي إلى صراط الله ، فاستوجب الوراثة و الإمامة ، فلم يتقدم في عصره أحد أمامه.
و صفته رضي الله عنه أبيض مشرب بحمرة ، معتدل القامة ، منور الشيبة، ذو صوت جهوري و سمت بهي ، حلو المنطق ، فصيح اللسان ، ذو مهابة و عظمة ، ووقار و حياء و جلال ، و له رضي الله عنه منذ شب عقل نام ، و ذكاء قوي و فهم نافذ و فطنة سرية ، لا يفوته إدراك معنى من المعاني
و بالجملة فكمال عقله رضي الله عنه و فهمه و قوة إدراكه مما يبهر العقول و يخرج عن المعتاد ، و إذا أراد الله تأهيل عبد هيأه لما خلق من أجله
حفظ رضي الله عنه القرآن و عمره سبع سنين برواية نافع بقراءته على شيخه سيدي محمد بن حمو التجاني و كان رجلا صالحا مشهورا بالولاية ، و كان مؤدبا للصبيان بقرية عين ماضي.
و لما بلغ الحلم رضي الله عنه زوجه والده الشيخ سيدي محمد رضي الله عنه من غير تراخ اعتناء بشأنه و حفظا له و صونا ، مراعاة للسنة من المبادرة في ذلك ، و بقي في حجر والده إلى أن توفي والده رحمة الله عليه فنال منه حظا وافرا من الصلاح و الدين و الأدب رضي الله عنهما آمين.
و بعد حفظه رضي الله عنه القرآن العظيم حفظا متقنا ووعيه إياه على ظهر قلبه اشتغل بتحصيل فنون علم الظاهر الأصلية و الفرعية و الأدبية فرزق منها الحظ الأوفر و النصيب الأكبر فقرأ على شيخه " مختصر الشيخ الخليل" و " الرسالة لأبي زيد القيرواني" و " مقدمة ابن رشد" و "الأخضري" ، كما حفظ رضي الله عنه "متن البخاري"، و"متن مسلم"، و"الدردير"، و"الدسوقي"، و"المدونة"، و"موطأ الإمام مالك"، إضافة إلى متون أخرى عديدة و تمادى بطلب العلم زمنا ببلده حتى حصل من العلوم ما ينتفع به ، فكان رضي الله عنه يدرس و يفتي في تلك السن و له أجوبة في فنون العلم أبدى فيها و أعاد و حرر المعقول و المنقول فأفاد ، و أظهر بتدريسه الخفي و المكنون

سيرته رضي الله عنه
أما سيرته رضي الله عنه ،على سبيل الذكر لا الحصر ، فتجده رضي الله عنه حسبما جاء في"الجواهر" آية في موافقة الشريعة و متابعة السنة ، شديد الحزم و الحرص في الدين، عالي الهمة فيه ، واقفا على الحدود و الأحكام ، شديد التحرز و الورع ، لا يحب التأويلات، و لا يميل للرخص,، يعظم أمر الشرع محافظا على السنة ولو في أقل القليل فيقول: "الخير كله في إتباع السنة و الشر كله في مخالفتها" .
يحافظ على إقامة الصلاة في أوقاتها في الجماعات يتقنها على أتم وجه في سكينة و خشوع ، يطلب التحقيق والتدقيق في كل شيء
يذكر الله عز و جل في كل وقت لا تفارقه سبحته ، يلازم الصلاة على الرسول صلى الله عليه و سلم و يحث عليها ، يحذر من الغيبة غاية التحذير ويتحرى الصدق ولا يحب كثرة الحلف يغض طرفه فلا تراه في طريق إلا ناظرا موضع ممره لا يلتفت ، يصل رحمه و كل من له قرابة به بتفقدهم و يكرمهم ، وكذا اهتمامه في إخوته في الدين، أعظم الناس عنده قربا أكثرهم في الله حبا
محبته في آل البيت النبوي محبة عظيمة ، يودهم و يهتم بهم و يتأدب معهم أحسن الأدب وينصحهم و يذكرهم بأخلاق النبي صلى الله عليه و سلم قائلا: " الشرفاء أولى الناس بالإرث من رسول الله صلى الله عليه و سلم. " ، و يحض على توقيرهم و محبتهم و التواضع لهم ، و يبين عظيم مجدهم ورفيع قدرهم
وكان رضي الله عنه لطيف الصفات، كامل الأدب، جليل القدر، وافر العقل، دائم البشر، مخفوض الجناح، كثير التواضع، شديد الحياء، محبا لأهل الصلاح والفضل، مكرما لأرباب العلم. أجمع العلماء على تعظيمه وتوقيره واحترامه من غير مدافع ولا منازع من أرباب الصدق، وإليه انتهت الرئاسة في تربية السالكين وتهذيب المريدين

ارتحاله رضي الله عنه في طلب أهل الله وأخذه طريق الرشاد و الهداية
لم يكتف سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه بالرصيد الفقهي والصوفي الذي حصل عليه بمسقط رأسه ، فشد الرحال إلى مدينة فاس سنة 1171هجرية الموافق 1758ميلادية
وفاس هي المدينة الإدريسية ذات الأهمية العلمية والشحنة الروحية القوية ، وبذلك غادر سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه عين ماضي ، في أول رحلة له إلى مدينة فاس وهو في بداية عقده الثالث ، وخلال المدة التي قضاها بها كان يحضر مجالس العلم ويحاور كبار علمائها حتى حصّل الحظ الوافر من كل العلوم الشرعية .
ثم توجهت همته العالية إلى ملاقاة السادات الصوفية و التقيد بعهود المشايخ الكاملين و تاقت نفسه إلى أحوالهم و الوصول إلى مراتبهم و الانحياز إلى حزبهم، فاستسهل الصعاب و استصغر المشاق و طاف في البلاد رغبة في العثور على من يوصله إلى الله كما هي عادة كل عابد موفق، فغادر عين ماضي في أول رحلة له إلى مدينة فاس و كان قد بلغ من العمر حينها واحدا و عشرين سنة.






رد مع اقتباس