اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات عبر اليوتيوب والتيك توك ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| ||||||||
| ||||||||
علم الفلك في عصر النهضة الأوروبية
علم الفلك في عصر النهضة الأوروبية بعد قرون طويلة من السبات العميق استيقظت أوربا على اهتمام متجدد بعلم الفلك ابتداءا من القرن الخامس عشر ميلادي . ولد نيكولاس كوبرنيك سنة 1473 م , و قام بدراسة حركات الكواكب و توصل سريعا إلى استنتاج أن منظومة بطليموس المكونة من الدوائر و فلك التدوير لا تستطيع أن تفسر حركات الأرض المرصودة باعتبارها مركز الكون , و قرر في النهاية أن الشمس هي التي يجب أن تكون مركز الكون و أن كل الكواكب بما فيها الأرض تدور حولها . و يبدو هذا المفهوم واضحا اليوم و لكنه كان وقتها مزلزلا , خاصة و أنه يتناقض مع عقيدة الكنيسة التي تقضي بأن الأرض هي أهم الأجرام السماوية , لذلك و تحسبا لنتائج وخيمة لم ينشر كوبرنيك نظريته إلا سنة 1543 م سنة وفاته . لم يكن كل الذين أتوا بعد كوبرنيك متفقين معه على مركزية الشمس , و أشهر هؤلاء الفلكي الدانماركي تيخو براهي الذي بنى و جهز مرصدا كبيرا على جزيرة هفن , و هناك قام تيخو براهي بأرصاد للنجوم و الكواكب فاقت كل الأعمال السابقة دقة و تفصيلا . و قد اعترض تيخو براهي على نظرية مركزية الشمس التي وضعها كوبرنيك , و لكن الطريف في الأمر أن أرصاده الفلكية مكنت تلميذه كبلر من إثبات حقيقة دوران الأرض فعلا حول الشمس . توفي تيخو براهي سنة 1601 م و بدأ كبلر العمل اعتمادا على أرصاده لإيجاد تفسير لحركة الكواكب , و استنتج بعد سنوات من البحث أن كل ذلك يمكن تفسيرهإذا فرضنا أن الشمس هي المركز , و أن الكواكب تدور حولها في مدارات ليست دائرية , و لكنها على شكل قطع ناقص أي إهليلجية الشكل , بمعنى أن المسافة بين الشمس و الكواكب تتغير وفق نقط المدار . و هكذا لم يحقق كبلر مركزية الشمس فحسب , بل هدم المفهوم القديم بأن الأفلاك دائرية الشكل , و قد وضع كبلر قوانين أساسية ثلاثة لحركة الكواكب : الأول : تدور الكواكب حول الشمس في مدارات إهليلجية تحتل الشمس إحدى بؤرتيها . الثاني : أن المستقيم الواصل بين الكوكب و الشمس يولد بحركته مسافات فضائية متساوية في فترات زمنية متساوية , لذلك يتحرك الكوكب عند اقترابه من الشمس بسرعة أكبر من سرعته عند ابتعاده عنها . الثالث : إن مربع الزمن الضروري لكي يكمل الكوكب دورته حول الشمس مساو لمكعب المسافة بين الكوكب و الشمس . و بمعرفة مدة دورة الكوكب في مداره تمكن كبلر من إيجاد النسبة بين أبعاد الكواكب عن الشمس باعتبار المسافة بين الأرض و الشمس وحدة قياس فلكية , فمثلا كوكب دورته في مداره 8 سنوات يبعد عن الشمس بمقدار 4 وحدات فلكية ( 8*8 = 64 , 4*4*4 = 64) و يرجع أول استخدام للمرقاب الفلكي إلى سنة 1609 م , و رغم وجود خلاف حول أول من وجه المرقاب نحو السماء , إلا أنه من المؤكد أن غاليليو غاليلي الإيطالي كان أول من فعل ذلك بشكل منهجي , و قام بتقييم ما رصده من خلاله . فقد سمع غاليليو و كان أستاذا للرياضيات في بادوا , عن اختراع المرقاب من طرف صانع النظارات الهولندي ليبرشي , فبدأ بصنع مرقاب خاص به . و رغم صغر الجهاز الذي صنعه غاليليو , فقد مكنه من رؤية جبال و فوهات على سطح القمر , و بقع على الشمس , و توابع أي أقمار تدور حول المشتري , و تبين له أن مجرتنا درب التبانة عبارة عن أعداد ضخمة من النجوم , كما أنجز الكثير من الإكتشافات التي لم تكن في الحسبان . و بناءا على أرصاده أصبح غاليليو مقتنعا بنظرة كوبرنيك عن الكون , مما أسفر عنه تقديمه لمحاكم التفتيش باعتبار أفكاره مخالفة للتصورات الكنسية , فاضطر للعدول علنيا عن هذا الإفتراض , و عاش بقية حياته في إقامة جبرية . توفي غاليليو سنة 1642 م , و هي السنة التي ولد فيها العالم البريطاني إسحاق نيوتن , و قد صمم نوعا جديدا من المرقابات العاكسة الذي يستخدم مرآة لتجميع الضوء بدلا من العدسة , و يسمى هذا النوع من المرقابات بإسمه . و إذا كان كبلر قد أوضح كيف تتحرك الكواكب في مداراتها , فإن نيوتن بين أسباب هذه الحركة , و يحكى أن نيوتن شاهد مرة تفاحة تسقط من شجرة , فتساءل عن علة ذلك السقوط , و قاده حبل أفكاره إلى اقتراح فكرة الجاذبية العالمية . فبين نيوتن أن كل جسم ينجذب نحو كل جسم آخر بقوة تعتمد على كتلتي الجسمين و عكس مربع المسافة بينهما , فإذا زادت المسافة إلى الضعف , نقصت القوة إلى الربع . هذه القوة التي هي من الضآلة بحيث لا يمكن ملاحظتها بين الأجسام الصغيرة , تظهر جلية في حالة الأجرام السماوية , فالجاذبية تحفظ الكواكب سريعة الحركة في مداراتها بدلا من تركها تطير بعيدا عن الشمس . أوضح نيوتن مقدار جاذبية الأرض على القمر، وكذلك أن كتلة القمر تجذب السوائل الموجودة على سطح الأرض ،وتتسبب في ظاهرتي المد والجزر في المحيطات . |