اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات عبر اليوتيوب والتيك توك ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| ||||||||
| ||||||||
أجمالي مدارج السلوك الى ملك الملوك ملك, أجمالي, مدارج, الملوك, الى, السلوك أجمالي مدارج السلوك الى ملك الملوك حامداً، مصلياً، مسلماً قال الأستاذ الشيخ إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي، والد شيخنا الإمام الرائد وشيخه: باب الدخول إلى الله شيئان : الصدق مع الله، والإخلاص مع الناس، وهما شيء واحد، وهما ملاك محاسن الحياتين وأساس التصوف الإسلامي الصحيح، القائم على التزام مبادئ الشريعة كتابًا وسنة، وإجماعًا وقياسًا للوصول إلى أسرار الحقيقة، وتلك عند العارفين بالله هي الطريقة، ولها منازل ومعارج شتى، نجملها إجمالاً فيما يأتي : 1- مقام المراقبة (التوكل): وإنما يدخل المريد من هذا الباب بمصاحبة الشيخ على نور العلم مع سلاح العمل، ومن ثم يتقلب في مراتب السلوك، بعد التوبة واستحلال الحقوق إلى أول مقامات العبودية، وهي (المراقبة)، فينال شرف الحضور مع الحق، وانعدام الشعور بأي أثر من آثار الخلق، فيبصر في كل حادث نور الله الروحي، وسره السبوحي، وينكشف له كيف أن الوجود بما فيه جميعًا، ليس إلا مظهرًا من مظاهر الموجد الأعلى وصفاته، وإذ يتمتع بهذه الحقيقة يتحقق بالتوكل، واثقًا من الصميم أنه لن يكون إلا مـا شـاء الله، غير أن الأسبـاب لا بـد منـها { لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ }. 2- مقام التسليم والخلاص : ومن هذا الباب يدخل العبد إلى مقام التسليم والخلاص فلا يكون في قلبه التفات إلى ما سـوى الله ، لدى كل قول وعمل، ولدى كل سرٍّ وعلن، وبذلك ينـهدم في النفس أسـاس الـشر كله، وهــو طـبع ( الرياء ) ، فإن من آثار الخلوص إلى الله من حظوظ النفس ومعايب بشريتها: الإحساس العام بأنه ليس للناس مـع قـدرة الله قدرة، ولا مع إرادتــه إرادة؛ فلا يعود القلب ينشغل بهم، ما دام قد أدرك أنهم لا أثر لهم، فهو يتوجه إلى مصرّفهم ومدبرهم، ولا على المتحقق من رضاهم وسخطهم إذا هو أرضى الله وكفى ( إنما عليه العمل، وعلى الله النتيجة ) ، وهو بها راضٍ وسعيد كيفما تكون . 3ـ مقام الاستغراق: ثم من وصل إلى هذا المقام ذاب مراده في مراد الله ، ولا تصبح فيه بقية من آثار بشريته، فيستغرق بمحض هذا التدرج في لجج السعود بأطراف القضاء والقدر، ويتمتع بالشر تمتعه بالخير، ويتلذذ بالمصائب والفتن تلذذه بالبشائر والمنن، لأنه قد أصبح لا يرى الآثار، ولكنه يرى الأسرار، ولا يعرف الأثر بل يعرف المؤثر، والمؤثر محبوب جميل، لطيف رحيم، كريم .. ففي آثاره الكرم والرحمة واللطف فهي محبوبة، مهما بلغت من الشدة، جميلة مهما بلغت من القبح في عيون الناس، فالخير لا يأتي إلا بالخير{ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }. إن كمال الله : جمال وجلال، وإليهما تعود جميع الصفات فما كان من المراضي والسعادات والجنة، فأثر الجمال الإلهي ومظهره، وما كان من المساخط والشقاوات والنار، فأثر الجلال الإلهي ومظهره : { قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ }، والله خالق كل شيء، ففي كل شيء سر وحكمة بالغة تتجلى لأهل الله . 4- مقام الفناء والوحدة الشرعية: ومن هنا يبلغ العبد إلى مقام الفناء، فلا يعود يرى له ذاتًا بعد أن ذاب مراده فتتجلى له وحدة الوجود على الوجه المناسب لمقامه. وإن أساسها الرباني السليم أن يرى السالك بعين اليقين أن الكمالات والصفات الراجعة إلى الممكن من نحو العلم والحياة والوجود وغيره، بالإضافة إلى كمالات الحق تبارك وتعالى وصفاته الأزلية الأبدية إنما هي عين العدم، لفرق ما بين حقيقتهما إذ أنها حوادث في الخلق، والحادث كان معدومًا قبل حـدوثـه فعـلاً بأوليــته، وسيصبح معدومًا بعد انقضاء أجله حتمًا بآخريته، وما بين العدمين عدمٌ لا محالة، غير أنه عدمٌ مجسد محسوس، فالأول والآخر، والظاهر والباطن هو الله أزلاً وأبدًا وسرمدًا، وما هذه الكونيات إلا عدمٌ مصور يتحرك، ولك أن تراها ظلالاً لكمالات الذات كالصورة على الماء أو الخـيال في المـرآة مـوجـود مفــقود مـعًا، أو تفهـمهـما إشــارات للدلالة عـلى كنــوز حقـائـق الكـمالات، وخـزائـن أســـرار الآيــات، والناس في فـهم ذلك وإدراكـه درجـات، وإذا كان هـذا الوجـه هـو ميزان كمالات الحادث بالنسبة إلى المحدث، فكيف تقاس نقائض الحادث إلى كمالاته تنزّه وتعالى . أما الوحدة بمعنى أن الله هو الكون بكل ما فيه، أو أن الكون بكل ما فيه هو الله، فكفرٌ تام عام، نعوذ بالله منه ومن أهله في الدارين. 5ـ مقام المعرفـة: فالأصـل ألا ترى لك مـع الله وجودًا أبــداً، ولا تـرى للخـلق وجـودًا مـعك، فأنت والخلق عدم في جانب الوجود الحق، وذلك هـو مقام المعرفة .. ومشهودات خصائص المعرفة أمر لا يجوز كتابته، ولا يمكن لبشر أن ينقل صورته إلى الناس، وهو مراتب شتى، ومحاولة الكلام فيه فتنة، فلا يفهمه إلا رجاله المحارم . ومن هنا تنكشف لك حقائق الذات وحقائق الكونيات، وتندمج بالمجاهدات اندماجًا في عالم الروح، وتشرف من أعرافه على غرائب المشاهدات، وتنعم بعجائب التجليات، وتنقشع ظلم المعميات، وتتبدى حكم التشريعات، وترفع الأستار عن أسرار المتشابهات، ومشاهد السمعيات، وتدفع الأنوار إلى مشارب الماجريات، فيزداد الإيمان، ويتم الإيقان، ويكون ما لا تحيط به العبارة، ولا تغني عنه الإشارة، ويعود الإنسان خلقًا قرآنيًا ربانيًا نافعًا للدنيا والدين، يفعل ويترك بالله، ولله ، وفي الله، ومن الله، وإليه وعليه، كما قال تعالى :{ كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }. وهذا هو الذي قال عنه الإمام الغزالي : قد كان ما كان مما لسـت أذكـره فظُنّ خيرًا ولا تسأل عن السبب وقال عنه صاحب المباحث : ووضـعه في الكتب لا يجـوز بل هو كنـز في النهـى مكنوز وذلك لاستحالة تصوره أو تصويره، وعجز كل اللغات عن شرحه وتحريره، فأنى للأرض بأوضارها أن تطاول معجزات السماء بقداسة أخيارها ( انتهى ). وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وأمته وسلم |