اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات عبر اليوتيوب والتيك توك ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| ||||||||
| ||||||||
العهد العهد العهد العهد تسمع كثيرا من المتصوفة، عند دعوتهم إلى الله، يجيبون بأنهم قد عاهدوا الشيخ الفلاني من الأحياء أو من الأموات، ولا يستطيعون مخالفة ما عاهدوا عليه. والغريب أنهم ينسون أن الطريق نفسه، ما شرع إلا للسير عليه، وأن السير ما شرع إلا للوصول إلى الله. فكيف يُتخذ "العهد" ذريعة للقعود؟! والعهد في الأصل، هو بين الله وعبده؛ فقد قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ}[الرعد: 20]. وعهد الله له شقان: شق عام، وهو أن يُعبد ولا يشرك به؛ وشق خاص، وهو أن يتبع المرء الرسول الذي أدركه زمنه. فالأول علمي (عقيدة)، والثاني عملي (شريعة). والشيخ، إنما هو معين للمريد على الوفاء بعهد الله؛ فإن كان كذلك، فعهده من عهد الله ورسوله؛ وإن لم يكن، فنقض عهده واجب، من أجل بلوغ الوفاء بعهد الله. وعدم ضبط المتصوفة لهذا الأصل، جعله –كباقي الأمور- مرتعا للشياطين، يتسترون خلفه من أجل الوقوع في كل مهلكة. والعاقل لا ينبغي له أن يأخذ الأمور بظاهرها، وإنما عليه تمحيص مقاصدها، والغايات التي من أجلها شُرعت. وتخويف الناس من قبل متصوفة الشيوخ، من نقض عهدهم وصحبة غيرهم إن كان كاملا، هو من التلبيس على الناس، واستغلالِـهم من غير علمهم، وإبقائِهم في البعد والحجاب. ومن يرضَ للمؤمنين بهذه الحال، فلا شك هو من إخوان الشياطين، الذين يقطعون العباد عن ربهم. وعلى المريدين حيثما كانوا، أن يعلموا أن العهد بالأصالة لله ورسوله لا للشيخ؛ فإن سار بهم الشيخ في الطريق، وكانوا على بينة من ربهم فيه، فهو ذاك؛ وإلا فلا عهد للشيخ عندهم من وجه الاستقلال حتى يبقوا معه من غير تحصيل نفع. ومن كان مع شيخ، ووجد شيخا آخر، علم من قرينة ما أنه أصلح له، فليستأذن شيخه لصحبته ولا يتأخر؛ لأن الغاية الله، لا سواه! فإن قبل الشيخ، فهو ذاك، وإن لم يقبل، وكان من أهل التبرك فحسب، فلا يلتفت إليه. أما إن كان كاملا، فله أن يقبل أو أن لا يقبل. وفي كلتا الحالين، على المريد موافقته، لأنه لا هوى له في قوله. وقد رأينا في زماننا خلطا في هذا الجانب، يبعد بالناس عن العلم، ويخرج بهم إلى ما لا تحمد عقباه. أما إن كان المريد هو صاحب الهوى، ويجعل من عهده ذريعة ليبقى على هواه مع من يحب من الشيوخ الموافقين له في ذلك، فإنه يكون من الحمقى الذين يغشون أنفسهم، ويظنون أن ذلك ينفعهم عند الله. والله عليم بما يخفون وما يعلنون. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|