اشتركوا شبكة قنواتنا |
.::شبكة القنوات عبر اليوتيوب والتيك توك ومواقع التواصل الخاصه بنا::. | ||||
| ||||
قال الله تعالى: { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18 |
الإهداءات | |
#1
| |||||||
| |||||||
ستمسك بِالحَبْلِ المَتِينِ
ستمسك بِالحَبْلِ المَتِينِ بسم الله الرحمن الرحيم القرآنُ الذي يُعدُّ بمثابة الحبلِ المتينِ يُبعد مَنْ يتمسّكُ به عن دائرةِ تأثيرِ الشيطانِ من خلالِ أمورٍ كثيرةٍ لعلَّ مِن أبرزها هو إغلاقُه لِبَابَي الشبهاتِوالشهواتِ اللذيْن يَدْخلُ منهما الشيطانُ على الإنسانِ. فكلُّ شبهةٍ يثيرُها الشيطانُ تجد الردَّ المقنعَ الحاسمَ عليها في القرآن بسهولةٍ ويسرٍ، مهما كانت الشبهةُ، مثل: هل للكون إله؟ وهل اسمه الله؟.. هل له ولد؟!.. هل له زوجة؟! هل له شريك؟!.. هل هناك حساب بعد الموت؟.... فالقرآن يفيض بعشرات الآيات التي تردُّ ردّا مقنعًا قاطعًا على مثلِ هذه الشبهات.. كقوله تعالى في الردِّ على شبهةِ عدمِ وجودِ خالقٍ لهذا الكون: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}[الطور:35]. وردّه على مَن أثار شُبْهَةَ أنَّ القرآنَ من عندِ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وليس من عند الله {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[هود:13-14]. .. أمّا فِعْله لإغلاقِ بابِ الشهوات فيأتي من خلالِ تقويةِ الإيمان، وزيادته باستمرار.. وكلما ازداد الإيمانُ نقصَ الهوى، ومِن ثَمَّ ضَعُفَ داعي الهَوَى في قلبِ الإنسان وقَوِي داعي الإيمان، ليصبحَ السلطانُ على القلبِ لمصلحة الإيمان، فيدخلُ العبدُ بذلك في دائرة قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}[الحجر:42] أي: ليس لك على قلوبهم سلطانٌ بسببِ تمكُّن الإيمان منها، ولا يوجد مثلُ القرآن في قدرته الفذّةِ على زيادةِ الإيمان {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}[الأنفال:2]. وكيف لا يكونُ القرآنُ كذلك، والذي أنزله هو الذي خلقَ الإنسانَ ويعلمُ ما تُوَسْوِسُ به نفسُه، ومن ثمَّ فهو يعرفُ داءَه ودواءَه {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الفرقان:6]. إنّه الدواءُ الربّاني {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[يونس:57]. يقول عبد الله بن مسعود: إنَّ هذا الصراطَ مُحْتَضَرٌ تَحْضُرُه الشياطين، يقولون: هَلُمَّ يا عبدَ الله، لِيَصُدُّوا عن سبيلِ الله، فعليكم بكتابِ اللهِ فإنَّه حَبْلُ الله [فضائل القرآن لأبي عبيد ص 75]. وللإمام ابن القيم كلامٌ نفيسٌ يؤكِّدُ قدرةَ القرآنِ الفذّة –بإذن الله– على إغلاقِ بَابَي الشبهاتِ والشهواتِ أمام الشيطان فيقول: "جمَاعُ أمراضِ القلبِ هي أمراضُ الشبهاتِ والشهواتِ، والقرآنُ شفاءٌ للنوعين. ففيه من البيّنَاتِ والبراهينِ القاطعة ما يُبَيِّنُ الحقَّ من الباطلِ، فتزولُ أمراضُ الشبهاتِ المفسدةِ للعلمِ والتصوّرِ والإدراكِ، بحيث يَرَى الأشياءَ على ما هي عليه... وليس تحتَ أديمِ السماءِ كتابٌ متضمنٌ للبراهين على التوحيدِ، وإثباتِ الصفاتِ، وإثباتِ المعادِ والنبواتِ، ورَدِّ النِّحَلِ الباطلةِ، والآراءِ الفاسدةِ مِثْلُ القرآن. فإنّه كفيلٌ بذلك كله، متضمّن له على أتمّ الوجوهِ وأحسنِها، وأقربها إلى العقولِ، وأفصحِها بياناً... وأحسن ما عند المتكلمين وغيرهم فهو في القرآن أصح تقريرًا، وأحسن تفسيرًا، فليس عندهم إلا التكلُّف والتطويل والتعقيد. .. ولقد تأمّلتُ الطرقَ الكلاميّةَ، والمناهجَ الفلسفيّةَ، فما رأيتُها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيتُ أقربَ الطرق طريقةَ القرآن.. ومَن جرَّب مثلَ تجربتي عرفَ مثلَ معرفتي. إصلاح الإرادة: أما شفاؤه لمرضِ الشهوات، فذلك لما فيه من الحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ بالترغيبِ والترهيب، والتزهيدِ في الدنيا والترغيبِ في الآخرة، والأمثال والقصص التي فيها أنواعُ العبرِ والاستبصار، فيرغب القلب السليم فيما ينفعه ويرغب عما يضره، فيصير القلب محبًا للرشد، مبغضًا للغي... فالقرآنُ مزيلٌ للأمراضِ الموجبةِ للإرادات الفاسدة، فيصلح القلبُ، فتصلحُ إرادتُه، ويعودُ إلى فطرته التي فُطر عليها، فتصلحُ أفعاله الاختيارية الكسبية.. فيصيرُ بحيث لا يَقبلُ إلا الحق، كما أنَّ الطفلَ لا يقبل إلا اللبن"[إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان: (1/73-75) باختصار]. .. لذلك فإنّ القرآنَ للقلوبِ، كالغيثِ للأرض، فهو يُنبتُ فيها الإيمان كما يُنبت الماءُ الزرعَ. وباستمرارِ تَعَرُّضِ القلوبِ للقرآن يزدادُ الإيمانُ، وتَقْوى الإرادةُ، ويصلحُ القلبُ حتى يصيرَ كما قال صلى الله عليه وسلم: "أبيض مثل الصفا، لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض"[رواه مسلم، والإمام أحمد وأورده الألباني في صحيح الجامع، ح (2960)]. .. هذا القلبُ هو القلبُ السليمُ الذي ليس للشيطان سلطانٌ عليه لتحرُّرِه من سيطرةِ الهوى. .. نعم، سيكونُ للشيطانِ بعضُ اللَّمَّات ولكن سرعان ما يفيق منها القلبُ، وتعود إليه بصيرته: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}[الأعراف:201]. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|