عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2015, 10:58 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
المدير العام

الصورة الرمزية الشيخ طاووس اسطوره الاساطير

إحصائية العضو






الشيخ طاووس اسطوره الاساطير غير متواجد حالياً

 


افتراضي


ب - أما أن يترك القضاة والمفتون وأهل العلم ويلجأ إلى الراقي ، فكل على ثغر ، وكل ميسر لما قدر له ، فكما أن الله تعالى وهب العالم علمه الشرعي لنشره بين الناس ، والقاضي ليحكم بينهم بالعدل وبشريعة الله ومنهجه ، فهو الذي قيض هذا الإنسان لمساعدة إخوانه ، وهذه منة من الله سبحانه يهبها لمن يشاء 0

ج - الفتنة قد تحصل للراقي ولغيره ، ولذلك يجب على كل مسلم سواء كان عالما أو قاضيا ونحوه ، أن يجعل كل عمل يقوم به خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى 0

د - بالنسبة لقصة أويس –رحمه الله- مع عمر – رضي الله عنه - ، فكيف نفترض افتراضا لم يحصل أصلا وهو قول المؤلف :

( ومع هذا لا شك بأن عمر بن الخطاب لو رأى أن أهل المدينة اجتمعوا على أويس لطلب الدعاء ، وقدم أهل مكة وأهل العراق لأجل هذا الغرض لمنعهم مع فعله هو له ) 0

إذن ما الحكمة من إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك التابعي الجليل المخضرم بأنه مستجاب الدعوة ، وهذا يعني أن المسلمين لو طلبوا منه أن يدعو لهم دون مغالاة أو تبرك ونحوه ، لما ضرهم ذلك شيئا ، ولا نستطيع القول بأن عمر كان سيقر ذلك أم لا وعلم ذلك عند الله تعالى 0

10)- ذكر أن في هذا الأمر مفسدة من حيث تعلق الناس بالراقي ، ويقول لا شك بأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة خاصة إذا عظمت المفسدة على المصلحة 0

قد يكون في نظر المؤلف أن المفسدة أعظم من المصلحة ، ولكني أرى والله تعالى أعلم ونتيجة لخبرتي في هذا المجال ومعاشرتي لكثير من الناس ، بأن المصلحة الشرعية أعم وأشمل بكثير من المفسدة المترتبة على القراءة بهذه الكيفية للأسباب التالية :

أ - المصلحة الشرعية تقتضي أن يوضح للمسلمين الكيفية الصحيحة للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة 0

ب - المصلحة الشرعية تقتضي لجوء المسلمين للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، بدل اللجوء للسحرة والعرافين والمشعوذين 0

ج - المصلحة الشرعية تقتضي أن تكون هذه الأماكن منابر للدعوة إلى الله عز وجل بطرق شتى ووسائل جمة 0

د - المصلحة الشرعية تقتضي ، نصرة المظلوم ، ومحاربة الظلم ، وتفريج كربة عن مسلم عانى ويعاني منها منذ سنوات طوال ، وقد ثبت من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة ، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ، ستره الله يوم القيامة ) ( متفق عليه ) 0

هـ- المصلحة الشرعية تقتضي أن يتبين الناس دواعي تلك الأمراض ، والأسباب الحقيقية لتسلط الجن والشياطين على الإنس ويحذروا منها 0

و - المصلحة الشرعية تقتضي أن يزداد الناس إيمانا بعد أن يروا بعض الوقائع عن هذا العالم الغيبي وكيفية تأثير كتاب الله عز وجل على الجن والشياطين 0

وقس على ذلك الكثير ، وهذا لا يعني حصول بعض المفاسد المترتبة على ذلك الأمر ، ولكن بالاتكال على الله ، وبتكاتف جهود من يعالج بالكتاب والسنة مع العلماء وطلبة العلم ، فلا بد أن تذلل الصعاب وأن يعم الخير والفائدة على المسلمين 0

11)- إن المتفرغ للرقية على الناس فيه مشابهة بالذي يتفرغ للدعاء للناس فالرقية والدعاء من جنس واحد فهل يليق بطالب علم أن يقول للناس تعالوا الي أدع لكم !!

لا يعتقد أن دعاء المسلم لإخوانه فيه أدنى عيب أو انتقاص ، بل يعتبر فعلا وخصلة من خصال الخير ، وقد تكلم أهل العلم في دعاء الصالحين والانتفاع بدعائهم ، فأجازوا ذلك وبينوا مشروعيته ، إن كان بضوابطه الشرعية ، وأنه لا يقدح بسائله أو صاحب الدعاء سواء كان من أهل الرقية وغيرها ، وهذا لا يعني مطلقا الجلوس من أجل ذلك ، وقد أسلفت أن القضية برمتها وهي " القراءة الجماعية " تنظيما للوقت ليس إلا وليس الهدف والغاية من اجتماع المرضى هو الدعاء لهم بالشفاء ، ولو كان القصد من الاجتماع هو ذلك العمل لأصبح هذا الأمر عين البدعة والله تعالى أعلم 0

قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - : ( كما يمكن الحصول على بركة دعاء الصالحين أيضا عن طريق طلب الدعاء من أحدهم ، خاصة عند وقوع المسلم في ضيق شديد ، أو مرض ، أو مصيبة ، فيطلب منه أن يدعو ربه ليفرج عنه كربه ، أو يشفيه من مرضه ، وهذا يعتبر من أنواع التوسل المشروع ) ( التوسل – أنواعه – وأحكامه – 38 ) 0

قال الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الجديع : ( من منافع وبركات الصالحين على أنفسهم وعلى غيرهم دعاء الله تبارك وتعالى وسؤاله من خيري الدنيا والآخرة 0 والدعاء شأنه عظيم ، وهو نوع جليل من أنواع العبادة لله عز وجل ، يحتاج إليه المسلم في سائر أحواله ، وفي الرخاء والشدة ، وقد تكفل الله تعالى بإجابة من دعاه ، وللدعاء آداب ولإجابته أسباب ، مذكورة في مواضعها 0 والمقصود هنا أن دعاء الصالحين المتقين له ثمرات نافعة ، وآثار طيبة في الدنيا والآخرة - بإذن الله تبارك وتعالى - لهم أنفسهم ولغيرهم من إخوانهم المؤمنين ) ( التوسل – أنواعه – وأحكامه – 271 ) 0

وتوجه المعالج لله سبحانه وتعالى بالدعاء لإخوانه المرضى بإخلاص ويقين أمر طيب محمود ، وقد يمن الله ببركة دعائه على كثير ممن ابتلي بتلك الأمراض ، والكلام بعمومه يقصد المعالجين الصالحين المتقين ، ولا يعني مطلقا من لا خلاق لهم ، وهذا يتعارض مع ما ذكره المؤلف من توجيه رسالة للناس مفادها ( تعالوا أدع لكم ) 0

12)- ذكر أن انتشار هذه الظاهرة قد يوهم الناس ومن لا علم عنده بأن الكيفية هي الطريقة الصحيحة للرقية فيظل الناس يطلبون الرقية من غيرهم وتتعطل سنة رقية الأفراد 0

إن الذي لا يمتلك كما من العلم الشرعي لن يختلف حاله في الرقية وغيرها ، ولن يأبه باتباع الطرق الصحيحة وغير الصحيحة للعلاج ، سواء كان ذلك باللجوء للسحرة والمشعوذين ، أو طرق أبواب كل مدع ومستعين بالجن الصالح بزعمهم ، وكل ما يسعى إليه هو الشفاء بأي طريقة أو وسيلة ، مع أن الذي أراه أن اللجوء للرقية الشرعية فيها سبب عظيم لإيضاح كثير من الحقائق المتعلقة بالرقية والمسائل المرتبطة بها ، خاصة إن كان المعالج يهتم في منهجه وطريقته بإيضاح أمور العقيدة لمرضاه ، وتعليمهم الأسس والثوابت في الرقية والعلاج ، كالتوجه لله وسؤاله الشفاء والعفو والعافية ، وكذلك رقيتهم لأنفسهم ويقينهم التام بالله سبحانه وتعالى 0

وتجدر الإشارة إلى أن البعض ممن ابتلاه الله سبحانه بتلك الأمراض ، لا يستطيع أن يواجه ذلك الأمر بمفرده أو أن يقوم برقية نفسه ، وذلك بسبب تسلط الجن والشياطين له وإيذائه وصرعه ، أو قيام أحد من أهل بيته بفعل ذلك ، لعدم قدرته أو خوفه ، أو امتلاكه الخبرة التي تؤهله لذلك ، وقد يخطئ العلاج وتصبح المفسدة عظيمة 0

فإذا لم يلجأ هؤلاء الناس لبعض المعالجين أصحاب العقيدة والمنهج الصحيح أو الأماكن العامة للرقية ، وهم أصلا لا يحضرون حلقات العلم ولا المحاضرات ، وقد أحاطتهم المعاصي من كل حدب وصوب ، فمن أين لهم وضوح الكيفية والطريقة الصحيحة للرقية الشرعية 0

وأود أن أوضح أن طرح هذا الموضوع ما كان إلا للمصلحة العامة للمسلمين ، وما القصد بذلك ذم أو تجريح لأحد ، ولكن رأيت ذكر الحقائق والوقائع لقربي من المعاناة التي يعاني منها الكثير ، وأحمل همومهم وجراحاتهم ، كما أحمل هموم وجراحات العالم الإسلامي ، وهذا لا يعني مطلقا موافقتي لما أراه وأسمعه اليوم على الساحة ، ولكنني أؤكد أنه بالإمكان توظيف ذلك الأمر للمصلحة العامة للمسلمين ، وذلك بتكاتف كافة الجهات المسؤولة لتقنين الرقية الشرعية من الرواسب والشوائب التي لحقت بها نتيجة للممارسات الخاطئة 0

فواجبنا الاهتمام بالمصلحة العامة للمسلمين في شتى بقاع الأرض وأن نقدم لهم جل ما نستطيع ابتغاء وجه الله سبحانه ، وبذلك يتحقق الخير العظيم بإذنه تعالى ، وقد ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم ، كتب الله له به حسنة ، ومن كتب له عنده حسنة أدخله بها الجنة ) ( السلسلة الصحيحة 2306 ) 0

قال المناوي : ( " من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم" كشوك وحجر وقذر "[/color] كتب الله " له " به حسنة ومن كتب له عنده حسنة أدخله الجنة " تفضلا منه وكرما ) ( فيض القدير – 6 / 43 ) 0

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الكاتب لما يحب ويرضى ، ونسأله أن يجمعنا وإياه وسائر المسلمين في جنات النعيم إنه سميع مجيب 0

مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :
[/center][/size]






رد مع اقتباس