إلاهـــي أنْتَ الآخِذُ بِنَواصِي القُلوبِ إليْكَ أمْرهَا وَبيَدِكَ أزِمَّتهَا فَأوْفِرْ حَظَّ قَلْبِي مِنْ مَحَبَّتِكَ الخَالِصَةِ مِنْ شَوَائبِ العِلَلِ حََتَّى لا يَكونَ لَه أنْسٌ إلا بِكَ وَلا رَاحَة الا فِي تَجَلِّيكَ عَليْهِ وَتَعَرفَكَ اليْهِ وَاجْعِلِ اللَّهمَّ سكْنَاه في سرَادِقَات عِــزِّ الأنْسِ بِكَ والتَّمَتعِ بِلَذَّةِ شُهودِ سَنَاكَ وَاسْقِه مِنْ مَنَاهِل مَعَالِمِ المَعَارِفِ اللَّدنِيَّة العَذْبَة عَلَلا ًحَتَّى يَكونَ منْبَعًا فَيَّاضًا بِكلِّ ضروبِ الحِكْمَةِ وصُنوفِ العِلْمِ يَا عَزِيزُ يَا وَهَّابْ.
إلَهِي فَقَدْ أَخْرَسَتِ المَعَاصِي
لِسَانِي وَأَظْلَمَتِ الغَفَلاتُ جَنَانِي و إلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ
الخَاسِرِينَ.. وإنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ أنَّ الذُّنُوبَ لَمْ تُبْقِ لِي
جَاهًا عِنْدَكَ وَلاَ يَدًا مَعَكَ لِمَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِكَ وَضَيَّعْتُ
مِنْ حَقِّكَ فَكَمْ مِنْ تَوْبَةٍ عَقَدُّتُهَا ثُمَّ نَقَضْتُهَا
وَكَمْ مِنْ مَعْصِيَةٍ تَجَنَّبْتُهَا ثُمَّ اقْتَرَفْتُهَا فَكَانَ
عَفْوُكَ عَلَيَّ بِقَدْرِ جَرَاءَتِي عَلَيْكَ. وَهَا أنَا أسْتَغْفِرُكَ
مِمَّا كَانَ مِنَ الذُّنوُبِ وَمَا يَكوُنُ اعْتِمَادًا عَلَى
قَوْلِكَ: وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ.. اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ مُخَالَفَةٍ
وَمَعْصِيَةٍ وَ أَتَبَرَّأُ لَكَ مِنْ سَائِرِ أَفْعَالِي وَأَفْعَالَ الأشْقِيَاءِ
لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَ إيَّايَ.. فَيَا
سُبْحَانَكَ مَا أَلْطَفَكَ بِي وَمَا أقَلَّ حَيَائِي مِنْكَ وَلَكِنْ
فِعْلُكَ مَعِي كَمَا تَرْضَاهُ هُوَ الذِي صَيَّرَ فِعْلِي مَعَكَ
كَمَا تَرَاهُ. فَجُودُكَ الغَزِيرُ هُوَ الذِي عَوَّدَنِي
التَّقْصِيرُ. فَكَمْ عَصَيْتُكَ فَأَكْرَمْتَنِي. وَكَمْ بَارَزَتُكَ
فَأمْهَلْتَنِي وَمَعَ هَذَا كُلَّمَا سَألْتُكَ أعْطَيْتَنِي. فَجُودُكَ
المَدِيدُ هُوَ الذِي أنْسَانِي بَطْشَكَ الشَّدِيدُ. إلَهِي لاَ تُؤَاخِذْنِي
بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أمْرِي عُسْرًا