إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ
وَأَلْزَمَهُمْ
كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ
وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا
كلمة التقوى
ك ا ف ل م ت ق و ي
=
687
===
687====786
786= بسم الله الرحمن الرحيم
"بســــم الله الرحمــن الرحيــــم "
بســـم الله اسم عزيز شفيع المذنبين جوده،
بلاء المتهمين قصوده، ضياء الموحدين عهوده. و سلوه المحزونين ذكره، و حرفة
الممتحنين شكره.
اسم عزيز رداؤه كبرياؤه، و جبار سناؤه بهاؤه،
و بهاؤه علاؤه .
العابدون حسبهم عطاؤه، و الواجدون حسبهم
بقاؤه.
"بســــم الله الرحمــن الرحيــــم "
((بسم الله)) كلمة من سمعها أقر أنه لا يسمع
مثلها، و من عرفها أنف أن يسمع غيرها. كلمة من سمعها طابت قصته، وزالت بكل وجه
غصته، وتمت من النعم في الدنيا و العقبى حصته، وزهد في دنياه من غير رغبة في
عقباه، لأنها – و إن جلت – غير مولاه.
كلمة من سمعها لم يرغب في عمارة فنائه، و لم
يتحشم سرعة وفائه.
" بســــم الله الرحمــن الرحيــــم ""
كلمة سماعها ربيع الجميع، من العاصي و المطيع، و الشريف و الوضيع. من أصغى
إليها بسمع المحاب ترك لذيذ الطعام و الشراب.
" بســــم الله الرحمــن الرحيــــم "
بســـم الله شهود وجوده يوجب لك تلفا في تلف، ووجود جوده يوجب لك شرفا في
شرف، ففي تلفك يكون (هو) عنك الخلف، و في شرفك تصل إلى كل لطف.
" بســــم الله الرحمــن الرحيــــم "
((بسم الله كلمة سلابة غلابة، نهابة ، و هابة، تسلب القلوب...و لكن لا كل
قلب، و تغلب الألباب و لكن ليس كل لب، وتنهب الأرواح و لكن من الأحباب، و تهب
الارتياح...و لكن لقوم مخصوصين من الطلاب.
"بســــم الله الرحمــن الرحيــــم
"
((بسم الله)) كلمة سماعها يوجب روحا لمن كان يشاهد الإتقان، و يوجب لوحا
لمن كان بوصف البيان، فالروح من وجود الإحسان، و اللوح من شهود السلطان، وكل مصيب،
ولكل من الحق نصيب.
"بســــم الله الرحمــن الرحيــــم
"
((بسم الله)) آية افتتح بها خطابه، فمن علمها أجزل ثوابه، و من عرفها أكثر
إيجابه،و من أكبر قدرها أكرم مآبه.
"بســــم الله الرحمــن الرحيــــم "
((بسم الله)) كلمة إذا
استولت على قلب أزالت عنه أولا من الدارين أربه، ثم ألزمت على وجه التبعية حربه،
ثم شرفت من حيث الهمة طلبه.
"بســــم الله الرحمــن الرحيــــم "
اسم عزيز اعترفت المعارف بالقصور عن إدراكه، اسم جليل تقنعت العلوم خجلا من
الطمع في إحاطته، إسم كريم صغرت الحوائج عند ساحات جوده، اسم رحيم تلاشت قطرات
زلات عباده في تلاطم أمواج رحمته.