قصيدة في الصنعة
إن الطبائع من شيئين قد خلقا في رقة العين في التلوين جنسين
يعلوهما حجر ظـرف بكتبهم كالطير يحضن في الإشفاق فرخين
احداهما أبيض سـيال منعقد وآخـر أصـفر في لـون شمعين
من ذالكم ثم هذا في مقرهما حجـاب لطـفٍ بـه تلقاه جمعين
بقـدرة الله ذي الآلاء خالقنا ومخرج الخـلق من اثنين زوجين
معطي العطايا بلا منٍ ولا بخلٍ وباسط الأرض سـبعاً بين بحرين
أعطى الكليم وأرواه وأبصره تدبـير صـنعة شـيئين بديـعين
شمس مضيء وبدر أبيض يقق شـيء يدبـر في لطـفٍ بكـفين
أعطى لموسى بصليائيل يعلمه نجاه فـيه ونادى الرب صـوتين
ربي علـيك اتكالي اهدني فلقد أصـبحت فيها بصليائيل شـيئين
محـيرين جزوئين وحـق لنا إذ لـيس نعـلم ما تدبـير هذين
فجاءه الوحي يـنبئه ويخـبره أن احرق الظرف صدقا ليس بالمين
حتى تراه مضيء اللون أبيضه لا يرهب النقض في أمر الجديدين
وصعد الماء دأباً بعد صـاحبه حتى تـراه كمـثل الدر في العين
وزوج الماء بالبكرين في لطفٍ بوزن عـدلٍ بـلا جـورٍ ولا مين
جزء من الماء والكبريت منه على نصف من الوزن في قول الحكيمين
واجعل فديتك وزن الجسم معتدلاً كـذا أخــاه بعـدلٍ كالقـريـنين
ثم اعقد العين والبحر الزلال به حتى يصيروا به في اللمس صلبين
وسود الكل تسـويداً تصيب به عين الحسـود ويبدو بعـد يومين
صلب مجسته كالكحل منظره ملت ملوك الزين
واجعل فديتك وزن البحر معتدلاً بالعـين جزئـين حـقاً كالمحبين
وفي الصلابة فاسـقيه بلا مللٍ وسـقه السم جـملاً بعد سـحقين
حتى ترى الماء كالياقوت منظره كحـمرة الدم يـبدو من فصـادين
فتلك نفس بها الخيرات قد خبئت جسـمين حيين في الأرماس ميتين
ثم اغسل الجسم ينقى ثم تنظره كالفضـة المحض تحـميها بنارين
وفي الأثال بلا عجـزٍ ولا كسلٍ فاحرقه كالظـرف في بدو الكلامين
والحل والعقد مثل البكر فاعرفه وسـقه بعـد هـذا الحـل وزنين
اجعل خمير فلا تنسى فتفسده واعقده من بعد شرب النفس عقدين