تعتمد رقية الإنسان لنفسه على أساس لا بد أن يتوفر في الإنسان على الدوام ألا وهو الإعتماد على الله عز وجل ومن ثم الأخذ بالأسباب حيث أن الرقية الشرعية هي أهم الأسباب التي يجب على الانسان أن يحصن نفسه بها إن لم يكن قد أصابه المرض وعليه أن يلجأ الى الله عز وجل عن طريقها أن كان قد أصابه المرض أيضا وذلك أنها من أهم الأسباب التي شرعت للانسان حتى يقوم بالعمل بها فلا يمكن لأحد من الخلق أن يملك للإنسان ضراً ولا نفعاً لذلك كانت الرّقية الشرعية هي بمثابة لجوء إلى الله عز وجل مباشرة دون سائر خلقه.
لا يجوز للانسان أبداً أن يتبرك لا بالماء ولا بالزيت ولا حتى بماء زمزم ونحو ذلك من الأمور الأخرى التي يتبرك بها بعض الناس ويجب أن يعلم الانسان أن الرقية الشرعية لا تقدح أبداً في التوكل على تبارك وتعالى وقد وفق رسول الله صلى الله عليه وسلـم بين حديثه : ( سبعون ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب قال الصحابة من هم يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلـم هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) وقد كان صلى الله عليه وسلـم قد وضح جواز الرقية الشرعية في حديثه الذي قال فيه: ( إعرضوا علي رثاكم ، لا بأس بالرقية ما لم يكن شرك ) والمعنى هنا أن الانسان اذا اعتمد بشكل أساسي على الرقية الشرعية وعاملها وكانها هي التي سيكون لها الفضل في شفائه أصبح مشركاً بالله عز وجل وذلك أنه اعتمد على سبب معين دون الاعتماد على الخالق تبارك وتعالى أما في حال كانت الرقية الشرعية هي مجرد سبب يسلكه الإنسان ويعتمد قبل وبعد ذلك في شفائه على الله عز وجل كان لا بأس بالرّقية الشرعية بل أصبحت أيضاً دواء يداوي الله عز وجل من خلالها الناس.
عند ما يريد الإنسان أن يقوم برقية نفسه عليه أن يعتقد بالله عز وجل وحده ولا يعتقد بأحد غيره وعلليه أن يحرص على تجنب اقتراف المعاصي ونحو ذلك ، ثم يبدأ مباشرة بعد ذلك برقية نفسه وذلك من خلال قراءته لبعض آيات كتاب الله عز وجل وعليه أن يحرص في هذا الأمر ألا يعتقد بهذه الآيات عن غيرها من الآيات في كتاب الله عز وجل فيبدأ بقراءة سورة الفاتحة سبع مرات ثم ما إن ينتهي منها يقوم بقراءة آية الكرسي ثم بعد ذلك يقوم بالإنتقال إلى قراءة أواخر سورة البقرة ثم يقوم بعد ذلك بقراءة أول آيتين من سورة آل عمران ثم يقرأ أيضاً سور الإخلاص وسور الكافرون سورة الفلق ومن ثم يختم بقراءة سورة الناس ، وهذه الرّقية تسمى الرّقية بكتاب الله عزّ وجلّ .