اصول وقواعد علم الصنعة للشيخ الطاووس بارك الله فيه
السلام عليكم شيخنا الطاووس
نتمنى لكم الصحة والعافية والعمر المديد نرجو منك كرما ان تضع
لنا ما تجود به نفسك والله الموفق وبدايتا هذه اسئلة الاخ سكاى سكاى
السلام عليكم يا شيخ طاووس
لي عدة أسئلة بسيطة
1- هل يمكنكم أن تصف الحجر المكرم بأوصاف قريبة جديدة غير التي وصفته بها من قبل .. حتى يتسنى لنا معرفة ماهية الحجر بالتحديد ؟
2- كل الحكماء قالوا لابد أن يعفن الحجر قبل التفصيل .. وقد ذكر سيادتكم أن تعفين الحجر هو إضافة مقدار من الرطوبة للحجر نفس كمية الحجر والاختلاف حسب الأصابع .. ما المقصود بهذه الرطوبة ؟
3- ما المقصود بالمكان الذي يفرخ فيه البيضة .. هل هو الغريب المصلح ؟
4- كم المدة بالتحديد من بداية أخذ الحجر ثم تفصيله وتركيبه حتى الحصول على المفتاح ؟ ولا اقصد تدبير الإكسير بل مدة المفتاح فقط ؟
================
==========
================
بسم صحبه الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
قبل الجواب على هذه الأسئلة اريد ان اشير أن بعض الإخوة اشار أن كل ما أكتبه هو من كتب القوم هذا صحيح ومؤكد هؤلاء الحكماء لهم الفضل علينا جميعاً لا أعتقد ان جابر أو الجلدكي أو الغمري وغيرهم رحمهم الله في وقتهم وزمانهم كان الهدف من تآليفهم هدر وقت الأمة أو إلهاهها بما لا ينفع بل ضيعوا وقتهم وصحتهم ومالهم في ظرور صعبة لا كهرباء ولا إمكانيات لكتابة هذه الكتب سعياً لتوصيل الفائدة لمن سبقت له العناية الربانية ، وهذا ما حدث معي فعلاً بعد بحث وكد وجد وتجارب عديدة في حياة الوالد رحمه الله وعدم تدخله في الأمر بل كان كثير ما يردد من جد وجد وعليك بكثرة الصلاة على رسول الله توصلك لمرغوبك وعليك النظر بنور البصيرة لا عين الرأس وفعلا قبل وفاته بسنتين تقريباً سلمني رسالة في علم الصنعة وبإشارة منه جاءت البشارة فنظرت بعد التحقيق والتدقيق في كتب القوم كلها فوجدتها كلها تشير إلى حجر واحد وتدبير واحد فمنهم من عم ومنهم اضاف ألفاظ وتدابير ستراً لمرادهم أن لا يقف على الأمر إلا من هو على شاكلتهم بل لو جمعت كتب جابر وكتب الجلدكي ومن خلالهم جميع كتب القوم لأختزل الأمر في صفحة واحدة كقولي لك خذ برتقالة واعصرها تحصل على عصير البرتقال منهم من ركز على البرتقالة ووصفها بجميع الاوصاف لوناً وشكلاً واطال الوصف ومنهم من ركز على التدبير اي العصر وهكذا والله العلي العظيم لأمر التدبير كهذا المثال لبساطته ومن أجل بساطة الأمر وقربه دونوا كل هذا الكم من الكتب لإبعاد اصحاب الدنيا وحب الظهور والتطاول على أوليائه حتى قال صاحب خزائن الاسرار والمؤلف الجديد فإن لم تفهم قولي وإشاراتي من أنت حتى تلومني فأولى أن تلوم نفسك فخطابي موجه لمن سبقت له العناية في الأزل وهذا مقصود القوم من هذه التأليف وكل الكلام.
- القاعدة الأولى : وهي أعظم قاعدة عند القوم وتراها تتكرر في كتبهم بكثرة وهنا لا يسعني إلا شكر الأخ يناير على ما قدمه من مخطوطات في هذا الفن لقلتها في خزانة العائلة وبفضله وحسن أخلاقه تعبه الذي لا يقدر بمال وله كل حترام وتقدير ورجوعاً للقاعدة الأولى : ( النار تجمع بين المؤتلفات وتفرق بين المختلفات ) لا أعتقد أن هناك ميزان وقانون أعظم من هذا وهناك ميزان آخر أعظم من هذا وهذين الميزانين اللذان لا يجب الخطأ فيهما ودونهما وضعوا موازين و......كلها لتبعيد المتطفلين عن سرهم والله العلي العظيم ما من ورائها من طائل إلا تضييع الوقت وتغطية. من خلال هذه القاعدة العامة في جميع مراحل التدبير بل هي معيار نضج التدبير وصحته وصحة الحجر ربما يطرح الإخوة ما إرتباط هذه القاعدة وغيرها مع الاسئلة السابقة بل هذه القواعد هي أصول هذا العلم مثلاً نطرح السؤال التالي ونحاول الإجابة عليه وفي نفس الوقت فيه اجابة واشارة للأسئلة السابقة : هل يمكن تركيب الحجر المكرم من أشياء مختلفة ( حنم = حيوان + نبات + معدن اي كل ما يدخل في هذا المجال كنشادر - ملح القي - جميع الاملاح (الارواح ) والكبريتالرهج الزرنيخ الزنجفور ( الانفاس) الاجساد المعادن ) كما هو الشأن للبرانيات . للجواب على هذا السؤال لا بد من معرفة ان الجميع المعادن خلقها الله لتكون ذهب اي اعتدال الطبائع لكي لا يفنى وهذا حال الصوفي في حالة الفناء حين يرتقى بالنفس إلى مراتب الكمال وهذا ما قال فيه تعالى قد افلح من زكاها فيصبح الجسد والنفس والروح شيئاً لطيفاً فاعلاً ويخرج من الجسدية الكثيفة للطافة فيخرق العادة ويفعل بلطفه في غيره من المولدات الثلاثة، ورجوعاً للمعادن في جوف الارض حدث لها عائق أحالها دون أن تكون ذهب معتدل مثلاً رصاص أو فضة أو نحاس.....فقالوا لماذا هذا المولود خرج ناقض فقالوا لا بد من عيب اصابه فأعطوا للأب طبيعىة الحرارة واليبوسة ( النار )وإسم الكبريت ولا علاقة له مع كبريت العامة إلا في الإسم وفي الحجر المكرم سمي بالفتى الشرقي والمريخ و للأم طبيعة باردة رطبة ( الماء) واسم الزئبق ولا علاقة له مع زئبق العامة إلا في الإسم وفي الحجر المكرم بالجارية الغربية أو الزهرة وهذا آدم وحواء فإذا وقع الغعتدال بينهما في الزواج نتج منهم الذهب إذا غلب مثلا ماء الذكر على الأنثى نتج المولود حار رطب أخذ من أبيه الحرارة لأنه فاعل ومن أمه حواء لأنها مفعولة الرطوبة إذن المولود حار رطب وهي طبيعة المشتري اي القزدير وإذا كانت الغلبة كلياً للذكر نتج حار يابس وهو طبيعة المريخ الحديد وهكذا مع بقية المعادن .
الآن بعد هذه المقدمة في باطن الأرض نعود إلى فوقها وللسؤال السابق لو جمعنا مثلاُ ملحاً مع معدن كيفما كانت وبأي وسيلة وادخلناهما النار هل يبقيان مجتمعان ؟ مستحيل فقط الا إذا كان في الملح السريان للجوهر وتغيير طبيعته إلى الكمال وأن هذا المعدن قادر على حماية هذه الملح من النار القوية فإن كان الأمر كذلك فأعلم أن هذا الملح هو اكسير وجميع الاملاح التي بين ايدينا ليست بأكاسير ومن خلال هذا المثال يقاس على باقي المركبات كيفما كانت حيوانية أو نباتية أو معدنية مهما ركبت من تراكيب فالنار تفصل بينها إذن لا بد من تهيء شيء قابل على السريان والغوص للجوهر وفيه الإمتزاج والذوبان ويغير الجوهر للكمال ولا يزيد في الميزان اي بعد نفاذ مهمته جسده اللطيف ينحرق إذن هذا الشيء عبارة عن مادة تحتوي على طاقة سميت عند القوم بالنار الطبيعية وحرارتها اضعاف اضعاف النار العنصرية بل هناك من الحكماء من سماها بالنار السرمدية لقوتها وفعلها وهذه المادة هي الحجر المكرم عندما يدبر ويخرج من الفعل للقوة
خلاصة القول ما وجد في الطبيعة مفصل لا يقوم منه حجر القوم ابداً ولا تطمع في الأكل منه ولو دبرت جميع ما في الأرض لأن ما خلقه الله منفصل لا يركب لذا سميت هذه الصنعة الإلهية وبخلافك هذه القاعدة أنك تخالف الإرادة الإلهية ولا يحي الميت إلا الله ولا يخرج الحي من الميت إلا هو ومن خالف هذا النظام الإلاهي فهو جاهل بالاصول ولا يحق له الدخول لمدينة ذوي الألباب لذا القال الحكماء نحن صنعاويون لا خلاقون نهذب الاشياء ونرتبها ونوصلها ليقوم السر بإذن خالقها وهذا مثلث الفشتالي ابي الشتاء رحمه الله . وأعلم ان جميع ما بيد الناس من معادن واملاح أموات لا سر فيهم لذا لا بد من حجر القوم في كل حركة وسكون في هذا العلم الآن وقت صلاة الفجر وان شاء الله الى الغد مع التكملة ونطرح السؤال العكسي هل يمكن تفصيل حجر القوم ويركب ليقوم به المفتاح كما ذكره الجلدي في كتابه المصباح والجواب على هذا السؤال يكون هو ملخص كل ما ذكره في هذا الكتاب واستسمحكم ان وجدت اخطاء كتابية وهذا لانني اكتب مباشرة وفي الظلام وتصبحون على خير